محافظات الرياض فرحة ٌ بالغيث وفرحة ٌ بالأمير ونائبه

مقال اسبوعي ينشر كل يوم أربعاء في جريدة الرياض

في أيام من أكثر الأيام بهجة وسرورا، وأعمِّها خيراً وبركة، تزامنت الأفراح، وتوافقت الخيرات على محافظات منطقة الرياض، التي كانت تستقبل في وقت واحد خير ربّها ورحمته سبحانه بالغيث العميم، بعد طول شوق للسقيا، وشدة ِحاجة للارتواء، فعسى الله أن يجعلها أمطار خير وغيثاً نافعاً، وأن لا يضر به أحداً من خلقه.

ومع هطول الأمطار وتباشير الغيث، كان الناس يعيشون فرحة غامرة، وهم يستقبلون صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز " حفظهما الله ووفقهما لما فيه الخير " اللذين افتتحا عهد إمارتهما على هذه المنطقة العزيزة من مناطق دولتنا " حفظها الله من كل سوء " بزيارات انطوت على ما لا يُحصى من المنافع والخيرات، على المستوى القريب والبعيد، وفي نفس المواطن والمقيم، وفي ذاكرة الوطن.

فكم سعدنا جميعاً ونحن نتابع هذا الركب الميمون وهو يتجول ويحط الرحل يوماً في محافظة وآخر في أختها، وقد امتلأت صور الصحف بالعديد من المشاهدات التي التقطتها عدسات المصورين، لتنقل لنا شيئاً ولو يسيراً من آثار فرحة الناس بلقاء أمرائهم المؤتمنين على خدمتهم ورعاية مصالحهم، لعل هذه الصور تمنح الفرصة لمن لم يشارك في حضور تلك الزيارات وما اشتملت عليه من فعاليات، أن يرى بعض مظاهرها الاحتفالية البهيجة.

ومع هذا تبقى عدسات الكاميرات عاجزة عن التقاط ما بداخل القلوب والأرواح من مشاعر الفرحة، وأحاسيس المحبة، ومواثيق الولاء الراسخ في قلوب أبناء الوطن لولاة أمرهم، وهو ما ساهمت هذه الزيارات بفاعلية في تجديده وتعاهده.

كم هو بهيج أن نشهد معاً مظاهر الالتحام والتآخي بين الراعي والرعية، ونسعد بتتبع أخبار سمو الأمير وسمو نائبه، وهما يشاركان في العديد من فعاليات محافظات الرياض، ويقفان وهما في الأيام الأولى لنيلهما شرف الثقة من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده " حفظهما الله وأيدهما " على أحوال الناس وهموم الرعية من خلال أكثر المواقع قرباً من الناس، وذلك بالمبادرة إلى زيارة الناس في محافظاتهم المترامية، بدل أن يبقى سموهما منتظرين قدوم المواطنين لمركز الإمارة في منطقة الرياض، للتهنئة والسلام أو لعرض الحاجات والمطالبات.

ومع ما في هذه الزيارات بحد ذاتها من جمال وبهجة، إلا أن مما زادها الكثير من الجمال والبهجة ما يتميز به سمو الأمير وسمو نائبه من أريحية وتبسط، وتلقائية وعفوية، وبشاشة تفتح لهما القلوب، وتُقرّبهما إلى الناس، حتى ليشعر بذلك كل من التقى سموهما.

وبهذه الزيارات الموفقة، اختصر سمو الأمير ونائبه مسافات طويلة، ووقتاً وجهداً كبيراً، كان يلزمهما أن يستغرقاه في سبيل معرفة الكثير مما يحتاجان إليه في القيام بواجبهما في إمارة المنطقة وسياسة أمور ساكنيها، لو لم يقوما بهذه الزيارات الميمونة.

إنه لئن كان النزول إلى الميدان العملي، والوقوف على واقع الناس والأماكن، والسماع منهم عن قرب في أماكنهم وبيوتهم ومحافظاتهم، أمراً ضرورياً لكل مسؤول مهما كانت درجة مسؤوليته، إلا أنه لأمير المنطقة يُعد ّ أمراً غاية ً في الأهمية، وله من الآثار الطيبة الكثير.

وبحكم ارتباطي الأكثر قرباً بمحافظة الأفلاج مسقط رأسي ومحل طفولتي وصباي، سمعت ورأيت الكثير من مشاهدات زيارة سمو الأميرين لهذه المحافظة، ووصلني من أخبارها ما غاب عن عيني مما لم أسعد بالمشاركة فيه، من خلال أبناء المحافظة الذين تواصلت ُ معهم، ورأيت كيف كانت مشاعرهم لا توصف، وسرورهم لا يُحدّ، وهم يرون سمو أمير الرياض وسمو نائبه بين أظهرهم، ليُقدّم التهنئة لسموهما من كان عاجزاً عن السفر لتقديمها في الرياض، ويدلي بحاجته من يتعذر عليه الإدلاء بها إلا عبر وسيلة بريد أو اتصال.

بل من جميل مظاهر الفرحة والاحتفال بزيارة سموهما للمحافظة وغيرها من المحافظات أني رأيت ُ كل من ينتمي إلى المحافظة من أبنائها المبرزين في مجالات العلم أو المسؤولية الحكومية أو على مستوى التجارة والأعمال، كلهم يأرزون إلى محافظاتهم ليشاركوا أهليهم في استقبال الأميرين، ويتقدمون الصفوف في التعبير عن الفرحة بلقاء من استبشروا جميعاً بخبر تعيينهما أميراً ونائباً، وفي ذاكرة الكثير من أبناء تلك المحافظات، أو نمى لعلمهم السيرة الطيبة والسمعة الحسنة للأميرين من خلال سجلهما الوطني والإنساني الحافل بالكثير من الأعمال المباركة، التي سبقت نيلهما الثقة الملكية الكريمة بهذا المنصب، وكانت هي الأساس لهذا الاختيار الملكي الذي لا يراعي ولا يسعى إلا لخير الوطن والمواطن.

فالحمد لله على ما عشناه ونعيشه في هذا الوطن من تلاحم وود وولاء..

وأسأل الله أن يوفق سمو أمير الرياض وسمو نائبه للقيام بأعباء تعاهد هذه الأسس والمحافظة عليها. وأن يعينهما الله على ما تحملا من مسؤولية ليست باليسيرة، بتضافر الجهود والتقاء القلوب على الحب، راعياً ورعية.

وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وهو رب العرش الكريم سبحانه

الكاتب: 
د. محمد بن سعود الجذلاني